افتتح وزير الصحة الأستاذ الدكتور محمود الشياب فعاليات المؤتمر الطبي الاول لكلية الطب في جامعة اليرموك والذي جاء بعنوان " نحو التميز في الرعاية الصحية" بحضور رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور زيدان كفافي، وبمشاركة اطباء من القطاعين العام والخاص والخدمات الطبية الملكية، ويستمر لمدة يومين.
وقال الشياب في بداية حديثه إننا نكتشف كل يوم كم هو قليل حجم العلم الذي بين أيدينا الأمر الذي يحتم علينا المتابعة المستمرة للمستجدات في المجالات والدراسات والبحوث العلمية الطبية خاصة تلك المتعلقة ببلدنا الأردن، لافتا إلى أن هناك تحديات علمية جسيمة تواجه القطاع الطبي وأهمها التطورات التكنولوجيا الحديثة التي تتطلب منا مواكبتها وتوظيفها في الخطط والمناهج الدراسية في الكليات الطبية، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بتطور علم الجينات وما يتبعه من أمور متعلقة بتطور حالة المريض وماذا سيحدث معه بعد فترة من الزمن.
وأشار إلى اهمية استمرار هذا التعاون الفاعل بين وزارة الصحة والكليات الطبية في الجامعات الأردنية والمجلس الطبي الأردني مما يجسد مبدأ لتكاملية في العمل الأمر الذي يرفع من شأن الخدمات الطبية المقدمة لأفراد المجتمع من جهة، ويطور من قدرات الطلبة التدريبية من جهة أخرى.
وشدد الشياب على أهمية أن ينشد الطلبة التميز في مسيرتهم الدراسية والمهنية ليتمكنوا من تحقيق النجاحات التي تعكس السمعة العلمية المتميزة لجامعاتهم، وأن يحملوا الرسالة الوطنية والطبية إلى الأمام من خلال البناء على ما تم انجازه من الاجيال السابقة للمحافظة سمعة القطاع الطبي الأردني المتميزة.
بدوره لفت كفافي إلى أن الإنسان ومنذ نشأته يولي الرعاية الصحية جل اهتمامه، مشيرا إلى أن القطاع الصحي في الأردن يشهد نقلة نوعية في كافة المجالات حيث تتبوأ الأردن مركزا متقدما في مجال الرعاية الصحية بين دول الجوار، لاسيما وأن الكليات الطبية في الجامعات الأردنية تضم كفاءات علمية متميزة تخرج جيلا واعدا من الطلبة قادرين على تقديم خدمة صحية وطبية متميزة لمجتمعنا.
وأشار إلى سعي اليرموك ممثلة بكلية الطب للمساهمة الفاعلة في تطوير القطاع الطبي الأردن، مثمنا الدعم والرعاية التي توليها وزارة الصحة لكلية الطب من خلال اتاحة الفرصة لطلبة الكلية بالتدريب في مختلف مستشفيات محافظة اربد، لافتا إلى حرص الجامعة على تطوير الكلية من خلال توظيف الكفاءات العلمية فيها، وابتعاث الطلبة إلى مختلف الجامعات العالمية المرموقة لاستكمال دراساتهم العليا في مختلف مجالات الطب.
من جانبه رحب عميد الكلية الدكتور وسام شحادة بالمشاركين والمتحدثين في أعمال المؤتمر من القامات العلمية والطبية المتميزة، مشيرا إلى أن صحة المواطن وتطوير القطاعات العلمية والطبية في المملكة كانت ومازالت في مقدمة أولويات واهتمامات جلالة سيد البلاد، حيث جاء تنظيم هذا المؤتمر ليخدم هذا الهدف، لافتا إلى أن فعاليات المؤتمر ستتضمن الحديث عن محاور الطب الرئيسية من الامراض الباطنية، وأمراض الأطفال، وأمراض النسائية والتوليد، والجراحة العامة والخاصة، والعلوم الطبية الأساسية والصحة العامة، بالإضافة إلى تخصيص جلسة للطلبة للحديث عن التعليم الطبي من منظورهم كونهم المحور الأساسي في تلك المنظومة.
وقال إن كلية الطب بمبناها الجديد قد جُهزت على درجة عالية من الوسائل التعليمية والتدريبية والبحثية بما يجعلها في مصاف أحدث الكليات في المملكة، لافتا إلى أن الكلية حصلت على دعم بقيمة مليون يورو لمشروع التعليم الطبي الالكتروني والمحاكاة الطبية من برنامج اراسموس المدعوم من الاتحاد الاوروبي.
وضمن فعاليات الافتتاح ألقى الأستاذ الدكتور نضال يونس امين عام المجلس الطبي الأردني محاضرة حول التعليم الطبي في الأردن، أشار فيها إلى اهمية أن يكون تقديم الرعاية الصحية الممتازة لأفراد المجتمع هو الهدف من التعليم الطبي، مشيرا إلى أهمية التكاملية في العمل في المجتمعات والأنظمة الصحية التي تضم الأطباء، والممرضين، والمستشفيات والصيدليات ومصانع الأدوية، بالإضافة صانعي القرارات والسياسيات، مشددا على ضرورة وجود القادة القادرين على تحديد نقاط القوى والضعف في الأنظمة الصحية والتحديات التي تواجهها، وكيفية مواجهتها ووضع الحلول الناجعة لها.
واستعرض يونس خلال المحاضرة عدد الأطباء والممرضين والمستشفيات في الأردن مشيرا إلى أن الأردن مقارنة بدول العربية تعتبر من الدول المتميزة في المجال الطبي، مشيرا إلى بعض التحديات التي تواجه القطاع الصحي والمتمثلة في زيادة عدد السكان الأمر الذي شكل ضغوطات هائلة على الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وتضمنت فعاليات اليوم الأول عقد ثلاث جلسات عمل، الأولى حول الطب الباطني والثانية حول الجراحة العامة، والثالثة حول النسائية والتوليد، حيث تم مناقشة مجموعة من أوراق العمل التي قدمها أطباء وباحثون ومختصون من مختلف القطاعات الطبية في الأردن.
وحضر فعاليات الافتتاح عضو مجلس النواب النائب عيسى خشاشنة، ونائبا رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، وشؤون الجودة والمراكز، الأستاذ الدكتور زياد السعد، والأستاذ الدكتور يوسف أبو العدوس، ومدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الدكتور هايل عبيدات، ورئيس جامعة اربد الأهلية الأستاذ الدكتور زياد الكردي، والدكتور يوسف القصوص، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وحشد من طلبتها.